نبذة عن حياة صالح بن يوسف

لا شك ان اسم صالح بن يوسف المناضل يتجدد مع كل نبش للذاكرة الوطنية فمن يكون
بمناسبة المحاكمة وقعت يوم 16/5/2019لقتلة الزعيم صالح بن يوسف نصير الزيتونيين : ينحدر صالح بن سليمان بن يوسف من عائلة جربيّة عريقة أصلها من بلدة قرماسة القريبة من تطاوين، نزحت في القرن السابع عشر إلى جزيرة جربة حيث ولد في حومة "مغراوة" التابعة لمعتمديّة ميدون في 11 أكتوبر 1907. ولمّا بلغ سنّ الدراسة التحق بالكتّاب وحفظ نصيبا من القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربيّة. وقد ظهرت عليه علامات النجابة منذ الصغر، فأوفده جدّه سنة 1915 إلى مدينة تونس ليواصل بها دراسته. فانضمّ أوّلا إلى مدرسة خير الدين التي نال منها بامتياز الشهادة الابتدائية، في سنة 1922. وهو ما أهّله إلى الالتحاق بمعهد كارنو لمزاولة دراسته الثانوية. وانتقل من قسم إلى قسم بنجاح إلى أن أحرز الجزء الأول من الباكالوريا في جوان 1929 ثم الجزء الثاني (شعبة الفلسفة) في جوان 1930.
ولمّا كان حظّ اللغة العربية ضئيلا في ذلك المعهد - إن لم يكن منعدما - فقد انخرط صالح بن يوسف في سلك طلبة المدرسة العليا للغة والآداب العربية، المعروفة باسم "مدرسة العطّارين"، حيث تابع دروس اللغة العربية والترجمة والتاريخ في هذا المعهد الذي كان يدرّس به، إلى جانب مديره المستشرق ويليام مارسي، عدد من رجال الفكر والأدب التونسيّين أمثال: حسن حسني عبد الوهاب والصادق الزمرلي وعثمان الكعّاك و محمد العربي الكبادي. وواصل دراسته إلى أن أحرز دبلوم اللغة والاداب العربيّة. ولكنّه لم يكتف بمتابعة الدروس المسائية التي كانت تلقى بمدرسة العطّارين، بل كان يحضر أيضا دروس الجمعية الخلدونية. وهو ما مكّنه من اكتساب زاد وافر من الثقافة الأساسيّة العربيّة الاسلاميّة، إلى جانب ثقافته الفرنسيّة. والتاريخ كفيل بمعرفة ما له وما عليه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق